حكى رأس الغول

حكى رأس الغول :
قال أخبرني أنه كان مدير مسؤول بإحدى المؤسسات ومسؤول كبير والكبير ربي سبحانه – الحمد لله أنه تذكر ذلك- الآمر الناهي – والأمر من قبل ومن بعد لله- قال كانت مصاريف الجيب والبيت والعيال من أموال تلك المؤسسة أشتهي وأختار كلّ شيء يحضر قبل الحال إن كان للحال زمان كنت أظن نفسي سلطان باشا ( مثل مسلسل حريم السلطان) ومع ذلك الرغد في العيش كان يلازم أهل بيتي والعيال المرض -أعوذ كم بالله منه- فما آخذه باليمين يأخذه هو بالشمال ويزيد عنه نكاية بي ، و يترصّدني وكأنه لي عدو ، مرّ حينا أنا وأهلي على هذه الحال الفقر رفيقي والهّم صديقي ،فرغم الراتب الضخم فأنا إطار وفي العقل والتدبّر إطار ألجا دائما إلى الاستدانة حتى من أقل مني رتب
ولم أعرف للعلة سببا مع أنه كان واضحا أن القلب هو العلة، فهو مريض في غفلة وعلى العين غشاوة فأضعت سبيل الرشاد ، وقد كنت أظن أني رشيد .
وانتقلت على مدينة أخرى وبالطبع إلى مؤسسة أخرى وكنت أمني نفسي بالكثير فأنا مازلت سلطان فأمري مازال فرطا
ولكن هذه المرة أحيا الله الزوجة بعد ممات فآمنت بعد ما رأت العذاب وأقسمت باسم الغني الحميد قائلة :إن لم تنته ليكونن بيننا فراق ما بعده تلاق ،فتململت ومن قولها انتفضت وأردت أن أثنيها وبالحب الذي بيننا استنجدت فما زادها ذلك إلاّ إصرارا وفي الأخير للأمر أذعنت قلت لها أمرك يا سلطانة
ومن ذلك النهار بالله أقسمت وبه بررت أن لا ألمس ولو دينار من مال السلطنة ولا أستعمل حتى مركباتها وأكتفي بالراتب وأتوكل على الحي الرزاق
ويا عجبا لمغير الأحوال فقد ذهب المرض خوفا من الأمانة وخلفته الصحة والهدوء والسكينة وابتعد الفقر مذعورا من الصدق فالحمد لله على كلّ حال فاليوم أنجاني ربي وأبعد عني وسوسة نفسي و الشيطان.

وصاح الديك على غير عادته ورفع رأس الغول الغطاء عن وجهه فرأى النجوم مازالت تضيئ السماء فأعاد الغطاء وهو يحلم بأن يكون سلطانا عادلا .