السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
إن ما يندى له الجبين بعض التصرفات التي تحدث من الشباب عند سفرهم خارج الوطن ، والذين هم سفراء لبلدهم حتى أن بعضهم نقلوا صورة سيئة لهذا البلد الطاهر .رأيتهم بأم عيني في أشكال وهندام لا تدل على آدميتهم ، والناس ( الأجانب ) يضحكون من تلك التصرفات والتي لا تليق بإنسان متحضر ، وبلغ من الرقي ما بلغ . يلبس بعضهم نظارات سود في العُتمة ، وبعضهم بنطاله ضيّق تكاد ركبتيه تنفصل عن رجليه ، والكوت يصل إلى أطراف بنانه اللهم لا شماته. السفر إذا كان الشخص يحترم وطنه الأم ، والبلد المسافر إليه ويعدّ نفسه سفيرا ،ويتمتع بسفره عبر جدول منظم لتلك الرحلة ،ويعطي انطباعا محمودا لهذا البلد ، فعليه أن يحترم ذلك البلد المُزار ، وتعاليمه هذا هو السفر ذو الفائدة . أما أن نتصرف ،ونرتكب من المخالفات ما الله به عليم على أن هذا هو ترفيه وترويح عن النفس والسفر كما يقولون فلّه ونتناسى ديننا وعاداتنا وتقاليدنا فهذا ما يريده أبليس ، ولا يعلم أولئك سيعودون إلى بلدهم وأهليهم أم أن المنية ستمنعهم من الوصول وبعدها لا ينفع الندم .
هذه قصة لمن كتب الله له الهداية :
وردتني رسالة هذا اليوم مفادُها أن شابين سافرا إلى تركيا بقصد المتعة وما يفعله الكثير من شبابنا اليوم . شابان سافرا إلى تركيا وهما من مدينة محمد صلى الله عليه وسلم وصلا مدينة استطنبول ، أول عمل قاما به شراء الخمور التي كانت من أهم مقاصد سفرهما ، ركبا سيارة الأجرة فأقلتهما إلى قرية ريفية سكنا في فندق هناك حتى لا يراهما أحد من الناس ويفتضح أمرهما . عند الوصول إلى الفندق سألهما موظف الإستقبال من أين أنتما ؟ قال أحدهما من المدينة المنورة فرح الموظف كونهما من جيران محمد صلى الله عليه وسلم ، وسلمهما جناح كامل بدلا من غرفة واحدة تقديرا لهما وتقديرا لذلك الجوار الطيب . سعدا بهذا التكريم ، وسهرا طول ليلهما في الشُرب . طُرق الباب عليهما من لدن ذلك الموظف ، فتح أحدهما الباب وهو يترنح وقال له ذلك الموظف إن أمام مسجدنا رفض الصلاة بنا عند علمه بكما في هذا الفندق خصوصا أنكما من مدينة محمد صلى الله عليه وسلم ، لذا فإننا نتظركما . دُهش أحدهما ودعا الأخر ليحضرا الصلاة . تأخرا في الحضور ، وإذا بذلك الموظف يعيد طرق الباب ويقول الناس في انتظاركما للصلاة قبل بزوغ الفجر . اغتسلا وتوجها إلى المسجد ،وكأنها صلاة جمعة عندما علموا الناس أن جيران رسول الله بين أظهرهم . دخلا المسجد وإذا بالناس يسلّمون عليهما . أمّ الناس أحدهما وعندما أستفتح بفاتحة الكتاب أخذ الناس يبكون وبكى الآخر معهم رغم أن ذلك الشاب لا يحفظ سوى فاتحة الكتاب ( الفاتحة ) والإخلاص تلاهما في الركعتين ، وبعد الإنتهاء من الصلاة كُب الناس عليهما وهم يبكون . كان هذا الموقف سبب في هدايتهما وأصبح أحدهما داعية يشار إليه بالبنان. أحيانا يهيء الله لعبده أمرا يكون سبب في هدايته .