قال أحد الفلاسفة الغربيين :
الاطلاع على قشور المعرفة قد يؤدي الى الإلحاد لكن التعمق في تلك المعرفة يؤدي بالضرورة الى الدين.
هذه المقولة تنطبق على فئة من الناس تستهويها قشورالعلم وتثير حماسهم الى درجة أن يرتكبوا باسمها جرائم لا تغتفر في حق أنفسهم أو في حقوق غيرهم.
هذا ما نفهمه من هؤلاء الذين يفجرون أنفسهم باسم الجهاد. ولعل ما يوضح هذا الأمرأكثر حالة مشابهة مصغرة حدثت في مجتمع من مجتمعاتنا. وربما حدثت أكثر من مرة بأشكال أخرى.
إنها قصة ذلك الطبيب الذي طعن زوجته (وهي طبيبة أيضا) ليس إلا لأنها رفضت ارتداء الحجاب.
فهل هذا الرفض يجيز لهذا الشاب أن يريق دم زوجته بعد عشرة دامت ثلاثة أعوام كاملة ؟
ألا توجد طرق أخرى لحل المسألة بدون إراقة للدماء وهدم للاسرة وتشويه لسمعة الفرد والمجتمع والمهنة ؟
هل كان هذا الشاب يرتكب هذه الحماقة لو كان تدينه صحيحا غير مغشوش بالنزوات والأهواء السياسية أو الطائفية أو الطبقية ؟ هل كان سيرتكبها لو كانت معرفته بالدين كاملة خالصة جامعة مانعة ؟
هل كان سيرتكبها لو سأل أو وجد من يسأله ليعينه على فهم دينه كما ينبغي ؟