مساء الخير
شاهدت مؤخرا فيديو يعرض تجربة قام بها العلماء هدفا لجمع ردّات فعل الأطفال تجاه اللونين الأبيض و الأسود.
فقاموا بوضع دميتين الأولى بيضاء ذات عينين زرقاوين و الأخرى سوداء و لون عينيها أسود، و شرعوا في سؤالهم
واحدا تلو الآخر عن الدمية الأجمل و لماذا؟ فكانت إجابة واحدة هي السائدة بين الإجابات هي أن الدمية الأجمل
هي البيضاء لأن لها عينين زرقاوين. و الغريب أن بعض الأطفال ذو بشرة سوداء قالوا أن الدمية السوداء تشبههم
لكن الدمية البيضاء نظل الأجمل.
الآن ماذا لو وجهوا لك نفس السؤال؟ ما الدمية الأجمل؟ و لماذا؟ لكن قبل أن تجيب ما معايير الجمال حقا؟ و هل
أنت من قمت بوضعها أم هذا ما وجدت عليه مجتمعك؟. "الأبيض جميل و الأسود قبيح" لا أعلم متى غزت هذه الفكرة
أدمغتنا نحن كبشر.لكن ما أنا متأكد منه هو أنّه عملنا و مازلنا نعمل جاهدين على توريثها لأبنائنا دون أدنى وعي منا
فأضحت منتشرة في جميع البقاع حتى كادت أن تصبح أو أصبحت معتقد.
تصرفات قد نراها بسيطة و لكنها كفيلة لتضع جذور هذه الفكرة في الأدمغة حتى يصعب اقتلاعها فيما بعد، من قبيل :
وصف صاحب البشرة السوداء بالأسود أو "العزّي"(بالدارجة المغربية) ولو مزاحا،و ربط هذا اللقب غالبا بأوصاف القبح
من طرف الوالدين أو المعلمين أمام الأطفال... والغريب أن أصحاب البشرة السوداء يرحبون بهذا اللقب في أغلب
الأحايين و كأنه شئ حتمي اختاره لهم القدر منذ لحظة ولادتهم.
قد تكون حقوقيا و من مناصري المساواة و منخرط في حركات لنبذ العنصرية لكن أظن أن ذاك الفيروس مازال عالقا
في إحدى خلاياك ساكنا ينتظر غياب حماسك الحقوقي ليتكاثر و يتحكم في اختياراتك بين الأبيض و الأسود.
هناك حتما شيء خـاطئ.
ألتمس منكم عذرا على الإطالة، أرجو أن تشاركونا آراءكم.
دمتم بود.