بسم الله الرحمن الرحيم
طواف الكعبة ..وطواف الكون
من شعائر الحج ومناسكه الطواف حول الكعبة المشرفة،وقد يكون طواف قدوم أو طواف إفاضة أو طواف وداع.
فطواف القدوم عند رؤية الكعبة.
فتحية المسجدالحرام بالطواف على خلاف سائر المساجد التي تحيى بركعتين.
وطواف الإفاضةهو طواف الركن،وطواف الوداع لمن يخرج من مكة ليكون آخر عهده بالبيت الحرام.
والطواف سبعة أشواط تبدأ بالحجر الأسود باسم الله ثم تنتهي به،وهو كالصلاةفيشترط له الطهارة.
والطواف حول الكعبة يستحضر لناتاريخ الأنبياء من عهد إبراهيم وإسماعيل إلى خاتمهم محمدصلى الله عليهم جميعا وسلم،ذلك التاريخ الذي يقوم على الجهاد والدعوة في سبيل الله.
ولعل في طواف المسلم حول الكعبة ما يحفزه إلى طواف العقل والقلب في ملكوت السماء و الأرض،واستكشاف آيات الأنفس والأفاق.
فإن الأمة الإسلامية هي أمة القرآن والعلم والحضارة،استجابة لهذا التوجيه الإلهي الأول:{إقرأباسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2)إقرأ وربك الأكرم(3) الذي علم بالقلم(4) علم الإنسان مالم يعلم**[سورةالعلق-1.5].
ولأول مرة في تاريخ الرسالات تكون معجزة الإسلام الكبرى كتابا لايأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه،ينادي صباح مساءبالنظر والتأمل ويطالب بالحجة والبرهان،ويدفع إلى البحث عن السنن الكونية،ويسبح بالإنسان في أجواء الفضاء،ويغوض به في أعماق الأرض،ويعلو به قمم الجبال،ويمشي به في حدائق ذات بهجة،ويركب معه الأمواج،ويستطلع النجوم،ويتعرف على ما خلق الله من دابة.
فالقرأن كون مقروء،والكون قرآن منظور،وصدق الله حيث يقول:{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وماأنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتهاوبث فيها في كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون**[سورة البقرة-164].
إن المسلمون يوم عقلواطواف العقل والقلب في الكون حكموا العالم من أقصاه إلى أقصاه،وحققوا الفردوس الأرضي،وكانت مراكز الحضارةالإسلامية في بغدادو دمشق والقاهرةوصقلية وقرطبة وغيرها.مشاعل النور وهداية العالمين.