النية
حسن النية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسن النية
قال تعالى {وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ} [النساء:100].
وقال تعالى {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء:114] .
وقال تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البيّنة:5] .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات. وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها. فهجرته إلى ما هاجر إليه. متفق عليه
أخرجه: البخاري في صحيحه رقم: 6689, ومسلم في صحيحه رقم: 1907 بعد 155.
هذا الحديث العظيم من الأحاديث التي يدخل فيها الدين كله، أصوله وفروعه فهذا الحديث ميزان للأعمال الباطنة . ففيه الإخلاص للمعبود، والمتابعة للرسول اللذان هما شرط لكل قول وعمل، ظاهر وباطن فمن أخلص أعماله لله متبعاً في ذلك رسول الله صلّ الله عليه وسلم فهذا الذي عمله مقبول.
وهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور عليها الدين كما قال الإمام الشافعي رحمه الله : ( هذا الحديث ثلث العلم , ويدخل في سبعين باباً من أبواب الفقه , وما ترك لمبطل ولا مضار ولا محتال حجة إلى لقاء الله تعالى ) .
إذن نفهم من قول الرسول صل الله عليه وسلم (( إنمـــــــا الأعمال بالنيات )) أن الأعمال تقبل وترد وتفسد وتصلح على حسب نية المؤمن.
كما جاء الحديث الشريف ليؤكد إن للعبد من الأجر على قدر نيته وليس له من عمله إلا ما نواه من خير كان أو شر, فمن نوى نية حسنة صادقة تقربه إلى الله تعالى وحده فله من الثواب والجزاء على قدر نيته التى نواها, ومن كانت نيته باطلة لمقصد دنيء هابط من أجل شهرة أو ورياء أو وسمعه أو قصداً للحمد والثناء فهذا ليس له من الأجر شيء سوى الوزر وإحباط العمل ومن كانت نيته مباحة فعمله مباحًا ليس له من الثواب والعقاب شيء وهذا ما أكده الحديث الشريف .
وقد يصل المؤمن بنيته ما لا يصله بعمله فالأعمال إنما تتفاضل ويعظم ثوابها بحسب ما يقوم بقلب العبد من الإيمان والإخلاص ، حتى إن صاحب النية الصادقة يكون له أجر العامل نفسه ولو لم يعمل .
في الختام
يتصرف الكثير منا بتلقائية وكما يتوجب الموقف وكما تقتضي الظروف وبما هو متعارف عليه بأصول عادات وتقاليد المجتمع وما يقتضيه الشرع والدين . إلى هنا كل شيء طبيعي جداً وذلك لأن حسن النية هو سيد الموقف بلا أدنى شك للفاعل . ولكن كثيراً ما تؤخذ التصرفات على أنها ذات مغزى أو من ورائها قصد ما ولسبب خفي فتبدأ الشكوك تنسج خيوطها في العقول وتكتمل الحلقة بوجود قريب أو صديق من هواة تأجيج النار واشعال الفتن ودس السموم في العقول والقلوب ويفاجأ من هو حسن النية بطعنة في الصميم ممن مد هو يد العون لهم فيساء فهمه ويقذف بتهم لا أساس لها من الصحة . قد يكون العزاء الوحيد هنا الأجر والثواب المنشود وأن الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى .