طالب العلم لا تيأس -1-

ان كثيرًا من الإخوة والأخوات الدارسين يشعرون بشعور يولد عندهم سؤالاً ربما لا يعرفون له إجابة. أما الشعور فهو الزخم المعلوماتي الذي يمر على مسامعهم كل يوم أثناء حضور دروسي اليومية، والسؤال هل هذه هي حياة طالب العلم هكذا وإن كان غائب عنه بعض المعلومات من غير أن يهضمها هضماً جيدًا.

أيها المباركون، اعلموا أن الجدول اليومي الذي تعيشون به هو الجدول الصحيح سيما أنكم تحصلون على يومي إجازة وهما الثلاثاء والجمعة، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنكم تأخذون المساعدة عن طريق تلخيص الدرس وهضمه بسؤال يوجه إليكم يجعلكم تأخذون كما يقال زبدة الموضوع. كذلك يا أيها الأكارم أنتم الآن في مرحلة التحلية والتعبئة وتحتاجون لمثل هذا الأمر لفترة من حياتكم ثم بعد هذا ترتاحون كثيرًا بإذن الله، املؤوا صحيفتكم بهذه العبادة الطيبة الماتعة وهي طلب العلم الشرعي، ما أجمل العلم يا إخوة! كفى به فخرًا أن يدعيه الجاهل وأن يفتخر به صاحبه.

إخواني، أعرف أنكم مرهقون من كثرة الدروس، ولكن أعرف في المقابل أنكم تريدون أن تكونوا دعاة المستقبل، ومنارات الهدى فالعالم نار ونور فهو نار على أعداء الإسلام ونور على أولياء الله وبلاد المسلمين. ومن كانت بدايته محرقة فنهايته مشرقة.

أحبابي في الله، أنتم الآن في مرحلة التأسيس، تؤسسون علمكم وتؤصلونه، ومن دون هذه المرحلة ستنقطع بكم السبل في المستقبل ولن تستطيعوا تمييز الحق من الباطل في الأمور الحادثة. ولن تقدروا لهذا العلم قدره لأنه جاء بدون تعب.

إخواني هناك شيئ تأخذونه بحضوركم الدروس لا يقل أهمية عن الدروس العلمية إن لم يكن يفوقها وهو الأدب وحلية طالب العلم فكما ترون محدثكم لا يألوا جهدًا في التركيز مرة بعد مرة على اللفتات التربوية وإعطاء التربية نصيباً كبيرًا في الدروس مما سيميز علمكم وتجدون ثمرته إن شاء الله عما قريب، وبركته حاصلة والحمد لله.

أخيرا إخواني، أهمس في آذانكم بكلمة وهي أنكم على خير في هذه الدروس وتتعبون وتعبكم ملاحظ- لكن لا تفسدوا هذا العمل بنية غير صالحة واجعلوا نيتكم دائماً ابتغاء وجه الله في رفع الجهل عن النفس والتعبد له بما يحب ومساعدة الأمة بنشر نور العلم الذي يبدد ظلمات الجهل.

والحمــــد لله رب العالميــــــن
وإلى لقاء آخر بإذن الله

يعطيك العافية

موضوع رأئع

» العلم حياة الأمم