نشرت صحفية دايلي ميل البريطانية تحذيرات جديدة من أن القيام بعصر الفواكه والخضراوات بإمكانه أن يضر أكثر مما ينفع.
فقد أفاد أحد المُتخصصين الرواد بمجال طب المعدة والأمعاء بأن هناك تزايداً في أعداد الذين يعتقدون أن لديهم متلازمة القولون العصبي (IBS)، في حين أن السبب في الأعراض التي يعانونها ترجع في الواقع إلى تناولهم للطعام الصحي بشكل مفرط.
الدكتور جوناثان هور، وهو استشاري لدى مستشفى سانت ماري في لندن، أشار إلى أن بعض الناس ليسوا قادرين على هضم السكريات في الفواكه والخضراوات على النحو المثالي، فتصل إلى الأمعاء على نحو أسرع إن تم تحويلها إلى سائل، وذلك بإمكانه أن يتسبب في أعراض القولون العصبي بما فيها الألم، والانتفاخ والإسهال.
وقال هور إن العديد من المرضى يأتون للشكوى من متلازمة القولون العصبي، وأعراض أخرى كالانتفاخ والإسهال، ويتناولون الكثير من الأطعمة الصحية للغاية، ويتبين أن شكواهم تتعلق فحسب بحمياتهم الغذائية، وأضاف: “نحن لم نعتد ذلك من قبل، وأعتقد أن هناك ازدياداً في أعداد من يُعانون أعراض متعلقة بتناول الغذاء الصحي”.
ويُفسر ذلك قائلاً إنه في حالة القيام بعصر الفواكه والخضراوات فستصل كمية كبيرة من السكريات إلى الأمعاء على نحو أسرع مما يجري في حالة عدم القيام بعصرها، وذلك في الواقع قد يتسبب في الكثير من أعراض لانتفاخ والإسهال.
عصير الفواكهة يتسبب في بعض الأعراض
ومع ذلك فقد قال إن القيام بعصر الخضراوات والفواكه قد يكون أمراً صحياً من ناحية التغذية؛ ولكنه يتسبب لبعض الناس في هذه الأعراض، حيث إنه ليس بمقدور الجميع معالجة التركيزات العالية من الخضراوات والفواكه بمعدلات مرتفعة”.
كما زعم أنه لا توجد فائدة صحية من العصير سوى أنه يُشجع البعض على تناول طعامٍ صحي، فقال إنه لا يوجد سبب منطقي أو أي دليل على الإطلاق يُرجح أفضلية عصر الطعام على تناوله في شكل قطع كاملة.
وقد صار الاستثمار في مجال صناعة العصائر مربحاً للغاية خلال السنوات القليلة الماضية؛ فمثلاً، شركة NutriBullet وهي إحدى أبرز العلامات التجارية في مجال عصر المواد الغذائية تبيع مليون وحدة سنوياً من مُنتجاتها في المملكة المُتحدة، ونحو 40 مليون وحدة على مستوى العالم.
وتوجد العديد من الحميات الغذائية المخصصة لخسارة الوزن، والتي يتقيد فيها الأشخاص بتناول عصائر الفاكهة والخضراوات فحسب، كما أن هناك بعض الحميات التي يُقال إنها تساعد في طرد السموم من الجسم أو تجديد خلاياه.
ويُنفق أخصائيو الحميات الغذائية والمُهتمون بمجال الصحة آلاف من الجنيهات لحضور فعاليات خاصة بمجال العصائر، كما يُنشر عدد من الكُتب بهذا الشأن.
وتتفق تلك الشكوك مع ما يشير إليه آخرون كالبروفيسور كيفن ويلان، وهو أستاذ علم التغذية بقسم علوم التغذية في كلية كينغز في لندن، الذي قال: “إن هناك العديد من الكتب المخصصة للعصائر، والتي يتم الترويج لها على نطاق واسع في الشبكات الاجتماعية كسبيل لتعزيز الصحة، بما في ذلك فقدان الوزن وطرد السموم من الجسم، في حين أنه يوجد القليل جداً من البحوث لدعم هذه المزاعم”.
وأضاف: “أظهرت مراجعة منهجية حديثة لجميع المؤلفات العلمية أنه لا يوجد دليل قوي يدعم تلك المزاعم، لاسيما بالمقارنة مع مجرد القول بأكل الفواكه والخضراوات كجزء من نظام غذائي متوازن ومغذ”.
وأضاف أن إزالة بعض المواد الغذائية من الحميات يُحتمل أن يساعد على خسارة الوزن، ولكن القيام بعصر الخضراوات والفواكه لا يعد نهجاً معقولاً، وإذا ما استمر هذا النمط على المدى الطويل فسوف يؤدي إلى تناول كميات عالية من سكريات الفواكه وكميات قليلة من المغذيات الدقيقة الأساسية مثل الكالسيوم والحديد” .
وتابع قائلاً: “نحن بحاجة إلى تعزيز نهج صحي مُستدام لخسارة الوزن على ألا يتطلب ذلك التقيد بحميات غذائية مُبتكرة”.