admin المدير العام
دولتي : عدد المساهمات : 1490 نقاط : 5869 التقييم : 1 تاريخ الميلاد : 11/08/2002 تاريخ التسجيل : 20/02/2016 العمر : 22
| موضوع: الصيدلي والمريض علاقة طب أم تجارة؟ السبت يونيو 11, 2016 12:44 pm | |
| من المعروف ان بعض الأدوية وفي حالة تناولها بشكل خاطئ، كزيادة الجرعات أو تناولها الى جانب أدوية أخرى، تسبب أعراضاً جانبية أو عدم فاعلية للدواء، الأمر الذي يعني عدم الشفاء من المرض، كما ان بعض الحالات المرضية يحظر عليها تناول أدوية معينة مثل مرضى الضغط والسكري والقلب، اضافة الى السيدات الحوامل، إلا أن بعض الصيادلة لا يبادرون الى سؤال المراجع عن وضعه الطبي مكتفين بأن هذه مهمة الطبيب كونه مريضاً يحمل وصفة طبية. “الصحة والطب” استطلعت آراء عدد من الصيادلة الذين تباينت آراؤهم حول مدى شعورهم بالرضا عن مهنتهم التي تتعلق بالانسانية في المرتبة الأولى، بل ان بعضهم يقوم بدور الطبيب في الكشف السريري على المراجع في حين ان بعضهم الآخر يعتبر ذلك تدخلاً في عمل الطبيب، وعليه بيع الدواد فقط، الى جانب آراء عدد من افراد المجتمع الذين اجمعوا على ان الثقة بين المريض والصيدلي هي اساس التعامل الصادق، اضافة إلى انها تشكل نسبة في تحقيق شفاء المريض.
منح المريض الوقت الكافي تقول شذى صباغ، صيدلانية، إنها لا تهتم ببيع الدواء فقط لأي فرد بل إنها تمنحه وقتاً كافياً حتى يسأل عما يجول في خاطره حول الدواء، كما أنها قد تسأل في بعض الأحيان وبشكل غير مباشر عن الأدوية التي يتناولها المريض الى جانب الدواء المراد شراؤه حيث إنها تشعر بالرضا عن مهنتها التي تتطلب ممارستها قناعة تامة وليست كأي مهنة أخرى. وتضيف: اذا كان مع الفرد وصفة طبية من طبيب فإن ذلك يعني ان الدواء المراد تناوله محل ثقة لأن الطبيب ما كان يصف أي دواء لأي أنسان قبل أن يسأله عن تاريخه المرضي، كذلك فإنه يخبره بكافة المضاعفات التي قد تصيبه، مضيفة أنها وإن سألت المريض عن الأدوية التي يتناولها فإنه قد يشك في مصداقية الطبيب بل إنه قد يشعر بالخوف من تناول الدواء ويتراجع عن ذلك. وتؤكد صباغ ان كافة العاملين في قطاع الصيدلة يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل مع أي فرد يريد شراء دواء او مستحضر طبي، لذلك فإنهم يعلمون متى يجب إعلام هذا الفرد عن المضاعفات الجانبية للدواد أو سؤاله عن وضعه الصحي.
مسؤولية الطبيب أما الدكتورة مها الرمالي (صيدلانية) فتقول إنه وبشكل عام لا يوجد أي صيدلاني يشعر بالرضا عن عمله إلا أنها خدمة (ومساعدة) تقدم لأفراد المجتمع، كما أنها لا تسأل المريض اذا كانت لديه أية أعراض أو أمراض اخرى في حال طلبه لدواء حسب وصفة الطبيب لأنه وبالتأكيد يكون قد خضع لاستجواب من قبل هذا الطبيب المختص في عمله أكثر من الصيدلي، اضافة الى أنه وفي حال حدوث أية أعراض جانبية لهذا المريض فإنها ستكون مسؤولية الطبيب، مشيرة الى أنها ولدى سؤال المريض عن أية أدوية اخرى يتناولها ربما ستتعارض مع الدواء الموجود في الوصفة الطبية، ما يجعل الأمر كأنه تدخل في عمل الطبيب، بل ان البعض يذهب ليقول ان الصيادلة يعملون مكان الأطباء وبذلك لا حاجة لهم، وبذلك يحتم علينا الأمر وفي حال طلب المريض شراء دواء حسب الوصفة ان نبيعه الدواء فقط دون النظر للحالة الانسانية. وتوضح الدكتورة الرمالي ان هناك نسبة كبيرة من أفراد المجتمع لديهم وعي حول الأدوية وتأثيرها في الصحة، بل إن غالبيتهم يجرون استجواباً للصيدلاني حول تركيبة الدواء ومكان تصنيعه وتاريخ صلاحيته ومضاعفاته في حال تناوله مع أدوية أخرى كأدوية ضغط الدم والسكري والقلب، خاصة اذا كانوا يحملون وصفات طبية من قِبل اطباء يعانون من كثرة المراجعين حيث ان بعض الأطباء ليس لديهم الوقت لشرح كافة تفاصيل الدواء للمريض، وبذلك فإن أي مهنة تدخل فيها التجارة قد لا يتواجد فيها الضمير الانساني في الأولوية. وتابعت: في حال طلب أحد المرضى دواء من دون وصفة طبية وفي الوقت نفسه يعاني من حالة مرضية بسيطة كالزكام مثلاً فإننا نسأله اذا كان يتناول أدوية أخرى حتى لا تصيبه أية مضاعفات جانبية، الأمر الذي يجعلنا نكسبه زبوناً فيما بعد لأنه سيشعر بالثقة تجاهنا لدى اهتمامنا به كإنسان قبل ان يكون مستلكهاً حيث ان الثقة أساس المعاملات في كافة أمور الحياة.
تكرار التعامل يولّد الثقة ومن جهتها تؤكد هبة جلال (صيدلانية) أهمية توفير الوقت الكافي لأي مريض سواء من قبل الطبيب أو الصيدلي بهدف إطلاعه على كافة ما يتعلق بالدواء، خاصة اذا كان يعاني من أمراض مزمنة، أو اذا كانت سيدة حاملاً أو ممن يتناولون أدوية أخرى كالتي قد تسبب أعراضاً جانبية، حيث ان وظيفة الصيدلي بيع الدواء في حال اذا كان ضمن وصفة طبية دون سؤال المريض عن أي أمر لأن من واجب الطبيب وقبل كتابة اسم الدواء سؤال المريض، كما ان الطبيب الذي يحترم مهنته يتوجب عليه السؤال عن التاريخ المرضي للفرد. وتتابع: هناك الكثير من المستهلكين يبادرون الى السؤال عن كل ما يتعلق بالدواء خاصة أعراضه الجانبية حيث إن المريض يمكن ان يعرف عن الدواء من الصيدلي اكثر من الطبيب، مشيرة الى ان مهنة الصيدلة ليست بيع أدوية فقط بل مساعدة المحتاج. وذكرت ان 80% من المراجعين لدينا يأتون مباشرة دون الذهاب الى الطبيب لطلب المشورة حول الأعراض المرضية التي يعانون منها وما يتطلب الأمر من أدوية للعلاج، حيث إنه ومن جراء تكرار المعاملة فإنهم يعطون ثقة كبيرة للصيدلي دون تكلفة دفع الكشفية، كما ان هناك بعض العاملين في الصيدليات لا يمنحون خمس دقائق للزبون لدى استفساره عن الدواء. وتضيف: في حال تجاوبنا مع حالة المريض النفسية والمادية بتوفير الوقت الكافي والدواء البديل الأقل سعراً والأعلى جودة فإنه سيعود إلينا مرة أخرى بل إنه سيخبر غيره لارتياحه للمعاملة التي تلقاها، أضافة الى الاهتمام الذي يزيد شعوره بالأمان، مشيرة الى عدة حالات يطلب اصحابها استشارة من الصيدلي مع أدوية بعد تجربتهم لوصفات طبية لم تجد نفعاً علاجياً، الأمر الذي يؤكد اهمية توفر الثقة بين المريض والصيدلي الى جانب متابعة الصيدلي لكل ما يستجد ويتعلق بالأدوية.
مسؤولية مشتركة أما الدكتور زياد ابو شاويش، (صيدلاني مسؤول)، فأكد أنه يبادر الى سؤال المريض سواء كانت معه وصفة طبية أو لا عن الأعراض التي يعاني منها والأدوية التي يتعاطاها، حيث إنه وفي إحدى الحالات حضرت سيدة حامل ترغب في شراء دواء حسب وصفة طبية، إلا أنني فوجئت بالوصفة، اذ ان الدواء له مضاعفات خطيرة على صحتها وصحة الجنين، فبادرت الى الاتصال بالطبيب بهدف الاستفسار، وقد تبين ان الخطأ قد صدر عن ممرضة الطبيب التي لم تدوّن في ملف السيدة أنها حامل. ويضيف: حتى لو كانت مع المريض وصفة طبية فلنا الحق، بل واجب علينا، سؤاله عن كل ما يتعلق بالدواء لأنه إذا اصابته حساسية فإنها تعد مسؤولية الصيدلي وليس الطبيب لوحده، ولكن ومع الأسف الشديد هناك صيادلة يعتبرون المهنة تجارية بحتة دون مراعاة للضمير الانساني. ويتساءل الدكتور ابو شاويش عن الجهد الذي سيبذله الصيدلي في حالة سؤال المريض عن الأدوية الأخرى التي يتعاطاها أو تاريخه المرضي، بل ان هذا الأمر يزيد ثقة المريض بالصيدلي ويجعله يعود إليه كلما احتاج الى دواء أو حتى استشارة، مشيراً الى ان المجتمع وبشكل عام اصبح لديه وعي كامل حول الأدوية وجرعاتها بل ان بعضهم يهتم بأدق التفاصيل مثل مكان تصنيعها وتاريخ صلاحيتها. وذكر أن هناك صيدليات معينة قدمت أدوية لمرضى لم يسأل العاملون فيها عن الأدوية الأخرى التي يتناولونها، الأمر الذي سبب لهم مضاعفات جانبية ليصل الأمر بهم الى قسم الطوارىء في المستشفى. وأشار الى حالة إحدى السيدات التي حضرت الى الصيدلية تطلب أخذ حقنة حديد فأخبرها بأهمية مراجعة الطبيب في البداية، إلا أنها عادت مرة اخرى وهي تعاني من حساسية شديدة جراء هذه الحقنة، الأمر الذي جعلها تبقى ثلاثة أيام في المستشفى. وأكد انه في مثل هذه الحالة لا يمكن المخاطرة بإعطاء المريضة هذه الحقنة بل نترك الحالة الانسانية على جانب ونطبق القانون احتراماً لإنسانية المريض. وفي حالة أخرى حضر أحد المرضى يطلب وضع قطرة للحساسية في عينيه وبعد وضعها مباشرة فقد الوعي حيث قدمنا له الاسعافات الأولية وسألناه بعد ذلك عن السبب ليخبرنا ان الحالة تصيبه كلما وضع القطرة في عينيه لأنه يعاني من رهاب الأدوية بشكل عام. وأضاف: في حالة طلب شراء أدوية لحالات مرضية مسموح بها من دون وصفة طبية فإننا نقدمها للمريض مع إعلامه حول كيفية تناول الجرعات وعددها وأعراضها الجانبية لأن الأمر يعد واجباً أخلاقياً بالنسبة للصيدلي.
“سوبر ماركت” لبيع الأدوية في حين يقول محمد عبدالنعيم، (صيدلاني)، أنه لا يشعر بالرضا عن مهنة الصيدلة في الوقت الحالي حيث ان هذه المهنة لم تعد كالسابق حينما كانت محل احترام وثقة الجميع، وذلك بسبب الممارسات الخاطئة التي يرتكبها البعض اليوم، اضافة الى أنها اصبحت تجارة في نظر البعض لا تهتم بالحالات الانسانية ولا تراعي ظروفهم النفسية والمادية. وأشار الى ان 75% من المراجعين لديه يأتون ليس طلباً للأدوية فقط بل لتشخيص حالاتهم المرضية بدل الذهاب الى الطبيب، مثل حالات الزكام والبرد والالتهابات والاصابات البكتيرية ليس هروباً من دفع كشفية الطبيب بل نتيجة الثقة بالصيدلي. وذكر ان الاهتمام بالزبون يجب الا يكون بهدف بيعه الدواء فقط، بل يجب سؤاله عن عمره ووزنه والأدوية الأخرى التي يتناولها، الأمر الذي يولد الثقة، بل يطمئن الزبون أنه محل اهتمام من قبل الصيدلي، اضافة الى منحه الوقت الكافي وبالطريقة المناسبة حتى يكتفي من تساؤلاته حول الدواء، مشيراً الى ان هناك بعض العاملين في الصيدليات لا يمنحون الزبون وقتاً كافياً للسؤال عن عدد الجرعات الواجب تناولها للدواء بل يكون هدفهم الوحيد البيع والربح المادي وبذلك تتشابه الصيدلية مع “السوبر ماركت”. ويتابع: في أحيان أخرى يرتكب بعض الأطباء اخطاء قاتلة لدى وصفهم لدواء معين بحيث لا يتواءم مع دواء آخر يتناوله المريض، الأمر الذي يحتم علينا أخلاقياً سؤال الطبيب، بل إن بعضهم يشخصون الحالة المرضية بشكل خاطىء، وبذلك فإن مهنة الصيدلة مكملة للطبيب، وفي حالة سؤالنا للطبيب عن أهمية تغيير الدواء الموصوف للمريض أو طلبنا من المريض نفسه بمراجعة الطبيب فإن هذا لا يعد تدخلاً في عمل الأخير بل هو حرص منا على سلامة أفراد المجتمع. وأشار عبدالنعيم الى ان غالبية الصيادلة لا يفضلون تناول المرضى للكورتيزون بشكل خاص لأنه سريع الفعالية، لكن أعراضه الجانبية كثيرة وخطرة، الأمر الذي يدفعنا لاقناع المرضى بأهمية الذهاب الى طبيب آخر أو تغيير الدواء حسب خبرتنا، نافياً بذلك ان يكون تدخلاً في عمل الأطباء، بل هو الأفضل للمرضى كوننا نمتلك الخبرة الكافية عن تركيبة الأدوية وما يتناسب وكل حالة مرضية على حدة. وأكد اهمية إقرار نظام “الصيدلة الاكلينيكية” والتي تعني قيام الطبيب بتشخيص الحالة المرضية وترك وصف العلاج المناسب للصيدلي كونه الأكثر إطلاعاً على التركيبة الدوائية وعدد الجرعات والأعراض الجانبية، حيث إن الصيدلي هو المهني الوحيد المؤهل للتعامل مع الدواء من جوانبه كافة منذ اجراء الابحاث لتحضيره الى آخر خطوة لاعطائه للمريض، كما ان الصيدلي السريري الذي لديه الخلفية العلمية والدراسية الحديثة والذي يتابع التطور شبه اليومي ويمضي وقته في المراجعة والقراءة والبحث في المراجع العلمية يستحق ان يبدي رأيه لتغيير الدواء في كثير من الحالات التي تتطلب ذلك. خبرة الصيدلي وعلى صعيد آخر يقول ابراهيم شيخ موسى، أنه ولدى شرائه الدواء يبادر الى قراءة النشرة الطبية المرافقة له في الصيدلية وقبل ان يدفع سعره حيث يعد الوقت المناسب لمعرفة كل ما يتعلق بالدواء ومن ثم يبدأ بالاستفسار عن أية معلومة من الصيدلي، مشيراً الى أن بعض الصيادلة يقابلون اسئلة المراجعين بالاستخفاف حينما يقولون لهم نحن والأطباء أعلم بما تحتاجونه من أدوية، مع أنه لنا لحق في السؤال عن كل ما يتعلق بالأدوية خاصة اذا كان من سيتناولها صغير السن كالأطفال. ويضيف: هناك صيادلة آخرون يمارسون مهنتهم بشكل يتناسب مع مسماهم الوظيفي، كما أنهم يحترمون المريض ليس بهدف كسبه زبوناً فيما بعد بل بهدف تقديم العلاج المناسب له حتى لو كان لحالات مرضية بسيطة، وهذا ما حدث معي بالفعل عندما توجهت لأحد الصيادلة اشكو من البرد والزكام، وقد اعتدت تناول أدوية معينة في هذه الحالة، إلا أنه بدأ بطرح الاسئلة كأنه يجري استجواباً بل وطلب مني تناول أدوية جديدة كونها الأفضل حتى الآن، بحيث تحسنت حالتي بسرعة ليس بسبب الدواء بل لاهتمام الصيدلي بي كانسان في البداية، مشيراً الى ان نسبة شفاء المريض تقع على عاتق خبرة الصيدلي وليس كمية ونوعية الأدوية المتناولة. حق المريض في طرح الأسئلة ويقول طارق النوني ان الصيادلة كالبائعين يهدفون الى الكسب المادي على حساب صحة أفراد المجتمع، نتيجة كثرة العاملين في هذه المهنة، كما ان المجتمع أصبح حقل تجارب ليس للاطباء فقط بل لمن يمارس مهنة الصيدلة، وهذا ما حدث بالفعل، ففي احدى المرات اصبت بالتهابات في القصبات الهوائية وكنت معتاداً على شراء الدواء من نفس الصيدلية بحيث اخبرني الصيدلي بأهمية تغيير الدواء لعلاج الحالة، من دون ان يطلعني على مضاعفاته الجانبية والتي كان من أهمها واخطرها النعاس الشديد، الأمر الذي جعلني شبه نائم خلال ساعات العمل، معتقداً أن ذلك يعد خطأ الصيدلي لأنه لم يفكر في اعلامه عن المضاعفات الجانبية. ويضيف: من حقنا كمرضى طرح الاسئلة على ممارسي مهنة الصيدلة ليس كما يدعي بعضهم أنها فلسفة منا، بل لجعلنا نشعر بالأمان لدى تناول الدواء، الأمر الذي يزيد ثقتنا بالصيدلي والطبيب معاً من دون اضطرارنا الى زيارة اكثر من صيدلية لطرح الأسئلة نفسها. قطع الأرزاق أما غادة أحمد نورالدين فأوضحت ان الاهتمام بالأنسان قل عن السابق ليس من قبل الصيادلة فقط بل من قبل الاطباء ايضاً، ففي احدى المرات ذهبت لشراء دواء للزكام مع أنها تعاني من حساسية الجيوب الأنفية فما كان من الصيدلي الا أن اعطاها دواء غير مناسب لحالتها مع أنها اخبرته أنها تعاني من الحساسية، إلا أنه لم يهتم لحديثها بل واخبرها أن هذا الدواء حديث في السوق، الأمر الذي أكد لها أن هدفه الوحيد الربح المادي فقط حتى لو كان على حساب صحتها. وتشير الى أن عدم شكاوى غالبية أفراد المجتمع من تجاهل الصيادلة لاسئلتهم يجعل الأمر كأنه طبيعياً، إلا أنه وفي حالة زيادة الوعي بين افراد المجتمع وخاصة السيدات - الأكثر شراء للأدوية - يضطر الصيادلة الى الإجابة عن كافة تساؤلات المرضى لأنه وفي حالة امتناعهم عن ذلك سيبقون من دون عمل، مضيفة ان السيدات الأكثر توجهاً لشراء الأدوية خاصة عندما يتعلق الأمر بمرض أطفالهن، حيث يلجأن الى استجواب الصيدلي حول كيفية تناول الطفل للدواء وعدد الجرعات واوقاتها اضافة الى طريقة تخزين الدواء وغير ذلك. وأضافت أن الصيدلي قد يشعر بالخجل لدى دخول سيدة الصيدلية والبدء بطرح الاسئلة كأنها تمارس دور الطبيب، الأمر الذي يجعله يمنحها الوقت الذي تريده ليس لأخلاقه العالية بل لأن حديث السيدات فيما بينهن يستطعن ومن خلاله قطع رزق هذا الصيدلي بنشر اخبار عدم اهتمامه بالدواء والمريض. بعض الصيادلة مظلومون وترى نادين سمير عبدالسلام ان بعض العاملين في مهنة الصيدلة مظلومون نتيجة التعميم على ان كافة العاملين في هذا القطاع يهدفون الى تحصيل الربح المادي فقط، مشيرة الى أنها، ومن تجربتها مع إحدى الصيدليات التي اصبحت تعتبرها محل ثقة لها ولأسرتها نتيجة الاهتمام الذي يمنحه الصيدلي لها حتى لو أرادت شراء مسكن لآلام الصداع، فقد اصبحت تخبر صديقاتها واقاربها عن هذه الصيدلية التي تقدم خدمات كبيرة لكافة المراجعين لها بحيث ان الطبيب العامل فيها يعمل على فحص المريض قبل وصف الدواء المناسب له، وفي حالة كان معه وصفة طبية يتصل هاتفياً بالطبيب كاتب الوصفة للاستفسار عن حالة المريض والتأكد من قيامه بسؤال المريض عن تاريخه المرضي حرصاً على صحته وسلامته. وتتابع: نتيجة ثقتي بهذه الصيدلية أصبحت أرسل أطفالي إليها للكشف في حالة شكواهم من أية آلام فهي توفر الفحص السريري والدواء المناسب لكل حالة مرضية، الأمر الذي يؤكد ان من يمارس مهنته بقناعة تامة وفي الوقت نفسه لديه ضمير انساني لخدمة البشرية يستطيع ان يتواصل مع من حوله ويولد ثقة كبيرة مع الغير. وتضيف: يعتقد بعض الصيادلة أنه ولدى طرح الاسئلة عليهم أننا نشكك في خبرتهم المهنية بل الامر عكس ذلك، فعندما يجيبنا الصيدلي عن اسئلتنا فإنه يبدد شكوكنا حول الدواء وتأثيراته في الصحة خاصة في حال تناول دواء آخر الى جانبه، كما ان هذا الأمر من حق المراجعين لأن الدواء ليس كأي سلعة يراد شراؤها فقط، بل هي أهم سلعة بشرية يتعاطى معها الانسان كونها قد تشفي من الأمراض. وتتساءل: ماذا سيخسر الصيدلي لو منح كل مراجع عشر دقائق من وقته، هل سيخسر زبوناً آخر يقف على الطابور؟ حقل تجارب أما بالنسبة لعصام سلامة فيسرد حكايته المؤلمة مع الصيادلة قائلاً: لقد حولوني الى حقل تجارب، فكل صيدلي أذهب إليه يبدأ باعلامي بأهمية تغيير الدواء المعتاد الذي أتناوله لأنه يمتلك دواء سحرياً - على حد وصفه - بل إن بعضهم يبادر الى بيع الدواء الأعلى سعراً، قائلاً: إنه يشفي بسرعة، مشيراً الى انه يطرح اسئلة كثيرة على الصيادلة، إلا أن غالبيتهم يردون عليه بشكل سلبي مدعين أنهم الأكثر اطلاعاً على تركيبة الدواء ومضاعفاته، حيث اصابته مضاعفات خطيرة نتيجة تناوله لأحد الأدوية الذي أكد الصيدلي حينها أنه من دون مضاعفات، ولدى مراجعته إياه مرة اخرى قال له أنه لا يتذكر كافة المراجعين. وأكد أهمية وجود رقابة على عمل الصيادلة خاصة وأن المنافسة تشتد فيما بينهم، إلا أنها تمتاز بالمنافسة الربحية المادية، مشيراً الى شرعية المنافسة في كل مهنة، إلا أنها يجب ان تتصف بالأخلاقية والانسانية خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة البشر. وتابع: حتى هذه اللحظة لم يسألني أي صيدلي عن تاريخي المرضي مع أنهم يرتدون الرداء الأبيض، إلا أنهم وفي حقيقة أنفسهم، ومن خلال تجربتي، يسعون لإتمام عملية البيع بهدف الانتقال للزبون التالي وتحصيل ربح يومي أكثر قدر الإمكان. | |
|
Sokra عضو جديد
عدد المساهمات : 20 نقاط : 3125 التقييم : 0 تاريخ الميلاد : 08/01/1917 تاريخ التسجيل : 12/06/2016 العمر : 107
| موضوع: رد: الصيدلي والمريض علاقة طب أم تجارة؟ الأحد يونيو 12, 2016 5:26 pm | |
| | |
|
Shefo عضو مجتهد
عدد المساهمات : 80 نقاط : 3258 التقييم : 0 تاريخ الميلاد : 11/02/2000 تاريخ التسجيل : 28/06/2016 العمر : 24
| موضوع: رد: الصيدلي والمريض علاقة طب أم تجارة؟ الثلاثاء يونيو 28, 2016 6:29 am | |
| لا جديد سوى رائحة التميز تثور من هنا ومن خلال هذا الطرح الجميل والمتميز ورقي الذائقه في استقطاب ما هو جميل ومتميز تحياتى لك | |
|
يشهب المدير العام
عدد المساهمات : 411 نقاط : 3473 التقييم : 3 تاريخ الميلاد : 01/05/1992 تاريخ التسجيل : 10/08/2016 العمر : 32
| موضوع: رد: الصيدلي والمريض علاقة طب أم تجارة؟ السبت أغسطس 20, 2016 7:34 am | |
| موضوع متميز و اسلوب مبدع واصل.. و لا ترحمنا من جديدك
خالص تحياتي و تقديري؛ | |
|